بلاد العجايب

موضوع: بلاد العجايب الإثنين أبريل 25, 2011 3:38 pm

كان لي صديقا
أراد أن يعود إلي الديار في أجازه
فلعله يجد بنت الحلال ويفوز بجوازه
فكانت رحلته وكأنه يدخل في عنق ازازه
...............................................
فبدأت بركوبه العبارة
ويالها من وسيله جبارة
امتطي سطح العبارة
وركن في البطن السيارة
...............................................
وجلس يصلي ويدعو أن يصل إلي البر بسلام
فمازال العقل يتذكر ما حدث لعبارة السلام
.................................................
وبعد أن وقفت العبارة إلي الرصيف
بدء جيبه يخضع لعمليه اجباريه للتنظيف
................................................
الكل يدعو إليه ويهنئه بالسلامة
مطالبين جيبه أن يظهر لهم بالعلامة
...............................................
ويشير إليه احدهم إلي اليمين تحرك
فهناك يقف من الصباح موظف الجمرك
آه وآه هنا قد بدأت المعارك
وسيأتي من لا يرحم من موظفي الجمارك
.............................................
ويمد يده يدعبس داخل الحقيبة
وكأنه يبحث عن أداه الجريمة
.............................................
وتتهلل أساريره عندما لمس هذا الجهاز
ويقول له صديقي هذه من بلاد الحجاز
واشتريتها لأهديها لأهلي العزاز
................................................
فقال الموظف لابد أن تدفع عنها الاتاوه
فالحكومة سوف تدفع منها للموظفين العلاوة
وسيشتري البهوات 10 كيلو حلاوة
لأجل ما يزيد حبك في قلوبهم غلاوه
................................................
وما كان من صديقي إلا انصاع ودفع
فهو يعلم انه في هذه المصيدة قد وقع
...............................................
وظل يتحمل ويصبر ويذهب ويجيء ساعات
وحتى لاح الفجر وانقضت جميع الإجراءات
وبعدان غادر بسيارته رأي سلسله من المطبات
يبحث عنها بعينه فهي تتخفي وسط الظلمات
فإنها متخفية تتصيد مالكي وركاب السيارات
..............................................
وبعد أن تجاوز المطب رقم عشرين
شعر بان سيارته بنت الألفين
أصبحت تأن وعادت إلي جدات الستين
وتلعن اليوم الذي اشتراها فيه صديقي المسكين
................................................
واستمرت رحله صديقي إلي بلاد العجب العجاب
واقترب من المدينة ذات الألف باب
وشعر بحماسه وكأنه طائر وسط السحاب
فهو متلهف ليري وجوه كل الأحباب
وبدأت سرعته تقل كلما قرب من الباب
وشعر بان هذا اليوم هو يوم الحساب
.............................................
يا للهوووووووول ما كل هذا الزحام
الم ينفع مع هؤلاء كل هذا العلام
لا احد يسمع .... الجميع يملؤهم الكلام
وشاهد أتوبيسا كبيرا من هيئه النقل العام
..............................................
وشاهدهم يلهثون خلفه وكأنه شربه ماء
والأجساد تتدلي وكأنها بقايا شواء
ومن بداخله أو خارجه في الهم سواء
وسمع صرخة ناعمة علم أنها لحواء
تشتكي من ادم الذي هرس قدميها الحسناء
.................................................. ...
ونظر إلي اشاره المرور التي ليس بها نور
وتعجب كيف يتمكن كل هؤلاء من العبور
البلد مليئة بالاعمده التي تحمل الجسور
ولا يجد متنفسا واحدا يمكنه من المرور
.................................................. ...
وتوقف قليلا وبعد ساعات ليتزود بالبنزين
وجاءه الخبر الأكيد انه لا يوجد غير الثمانين
ووقع في حيره فالسيارة حديثه موديل الألفين
فماذا يفعل ولا بديل عن بنزين تسعين
.................................................. ...
ولان رحله صديقي طويله
وهروبا من كلمه يتبع المليله
ساغيرها بكلمه اخري جميلة
................................................
وظل صديقي يقود إلي أن وصل إلي رمسيس
وشعر بان القاهرة من الزحام بقت أتوبيس
ويا حسره علي الشعب الذي بات من المتاعيس
فإنها أصبحت كارثة بكل المقاييس
...............................................
فجاءه وخرج له من وسط الزحام أمين شرطه
تحرك بين السيارات بمرونة امهر من القطه
وهجم عليه واخرج دفتره وسجل عليه نقطه
وطلب الأمين عشرين نقطه كل نقطه تنطح نقطه
وكلك ذوق يا باشا ودي بس صباحيه الشرطة
...............................................
الأمين طبعا يقصد انه عايز عشرين جنيه
طلعهم من صديقي من قدام حباب عينيه
وصديقي يعلم أن نصهم رايح لسعادة البيه
أبو بدله سوده ونضاره مخبيه عينيه
...............................................
كمل صديقي المشوار وكأنه بطل مغوار
يدعي علي الظلمة ويشتكي للمنتقم الجبار
اللهم أدخلهم جهنم وأشويهم بالنار
ومن هنا بات بينه وبينهم اكبر تار
وأخيرا وصل صديقي إلي البيت المختار
ولكن هناك عائق كبير كان في الانتظار
...............................................
هانت كل المطبات ولكن لم تكن مثل هذا السد
وسأل عنه...... قالوا هناك كبل سوف يمتد
فأخيرا أخذت الحكومة بشارعنا مأخذ الجد
بعد أن عانينا معهم سنوات من الجذب والشد
ومنذ شهور وتم هذا الحفر وهذا الهد
ولكن توقفوا عن العمل لان المال علي القد
...............................................
وما كان من صديقي إلا أن ركن في الخارج
وطمأنوا قلبه أهل الشارع بأنه أمر دارج
...............................................
وحمل صديقي هداياه وتخطي كثيرا من الجبال
وحذائه الكلاركس الانجليزي أصبح من أردئ النعال
وزاد وزنه بعد أن دخل إليه متر من الرمال
فأخذ يسأل أهل شارعه ألا يوجد هنا شيال
فتركه أهل الشارع وقالوا كلنا نسال نفس السؤال
ومن هنا عرف انه يسير من أهوال إلي أهوال
...............................................
وصل صديقي بيته في الدور السابع
ودق جرس الباب لعل احد سامع
ففتح أخوه صاحب الجسد اليافع
وقبل أن يسلم كان للهدايا رافع
مهللا لصديقي ونعم الأخ النافع
...............................................
فجاءت أمه من المطبخ تجري
وارتمي علي صدرها وهي تبكي
ويقول يا أمي ......... لك حبي
ذاد بيا الشوق وكاد أن يحطم قلبي
ونظر إلي إخوته وتسآل أين أبي ؟